يعتبر التحدث مع العائلات جزءا ضروريا من الخدمات العلاجية النفسية للأطفال. يصطحب الآباء أو أولياء أمر الأطفال لمساعدتهم. ويعد هؤلاء مصدرا هاما للمعلومات، ويكونون عادة في موقع المسؤولية القانونية عن رفاه هؤلاء الأطفال. يلقى على عاتق الوالدين وغيرهم من أفراد العائلة عبء المشاركة في تنفيذ التدخلات لمساعدة الأطفال. بالرغم من أن بعض الأطفال والمراهقين لا تربطهم ووالديهم روابط حميمة، ولكن الصحة العقلية لطفل ما يجب أن تشاهد على أنها قائمة في محيط حياتي عائلي، وقد يحتاج طفل أو مراهق ما إلى مساعدة عائلته في مرحلة من مراحل العلاج.
يقوم هذا الموضوع بوصف مظاهر عديدة من مظاهر العمل مع العائلات في مراكز الصحة العقلية للأطفال. يبدأ هذا الموضوع بتقديم المعاني المرادة من المصطلحات الواردة فيه مع الأخذ بعين الاعتبار الفرق القائم بين العمل العام مع العائلات لرعاية أطفالهم وبين العلاج العائلي. وبما أن العمل مع العائلات قد تعرض بشكل قوي للتغيير من جراء تطورات العلاج العائلي، فقد أوردنا في هذا الموضوع العديد من أشكال هذا العلاج وقمنا بوصف مفاهيمه الأكثر أهمية. ونختتم الموضوع بملخص عن نتائج التدخلات القائمة على العلاج العائلي واستطبابات هذا العلاج.
لمحة عامة
- قد تتطلب إدارة شؤون الصحة العقلية للأطفال الاتصال بالأهل والعائلات للحصول على المعلومات أو لدعم الأطفال أو للعمل المباشر على تحسين تكيفهم العام أو إجراء علاج “موصوف”.
- تختلف سبل العلاج العائلي فهي قد تركز على التفاعل العائلي أو معتقداتها أو شؤون الفروق بين الأجيال أو القصص المتعلقة بموضوع العلاج.
- لقد أصبح العلاج العائلي متعدد المصادر. ومن تقنياته إعادة الصياغة والمقياس الوراثي والاستفهام لتغيير إدراك العلاقات.
- هناك قاعدة قوية للدلائل على فعالية العلاجات العائلية كالاضطرابات الرافضة أو المضادة ومشكلات السلوك والإدمان على المواد وفقدان الشهية إلى الطعام ومرض الفصام.
- قد يكون لهذا النمط من العلاج أثر أكبر فعالية إن تم برفقة العلاج النفسي الانفرادي والعلاج عن طريق العقاقير.
- إن العلاج العائلي هو علاج متعدد الجوانب لأنه قد يستخدم لعلاج أفراد عائلات ذات خلفيات ثقافية مختلفة وأشكال شتى من البنيان.
المصطلحات الأساس
فكر في العائلة
يشجع هذا الشعار على التعرض للشؤون العائلية عند وجود أطفال بغض النظر عن مشكلاتهم. فقد يرغب طفل ما أن يقرأ له أبوه قصة ما قبل نومه كل ليلة. قد لا يستطيع الوالد أن ينفذ طلب ولده إلا في ساعة متأخرة من الليل إذا كان يعمل لساعات متأخرة من الليل. قد ينتظر الطفل أباه ليعود من العمل ليقرأ له، ولكن قد يتسبب هذا بتوتر مع الأم التي لا يعتقد الطفل بأنها تجيد القراءة كما يجيدها أبوه. وعلى هذا فقد يتم حديث مفيد يربط بين طقوس العائلة المتبعة عند النوم واشتراك الأبوين في العناية بالطفل، إضافة إلى مشاعر الطفل تجاه والديه.
التكلم مع الأفراد عن عائلاتهم
يجب أن يتم الحديث عن العلاقات العائلية للطفل إذا كان الطفل وحيدا أو برفقة فرد من أفراد العائلة. من الجائز أن تؤثر المشكلة القائمة والكيفية التي يقوم الطفل بالرد عليها على أفراد العائلة، وإن الكيفية التي يتعامل بها أفراد العائلة مع مشكلة الطفل قد تؤثر على أعراضه المرضية النفسية والكيفية التي سيتم التعامل معها. فقد تؤثر درجة تعقل الوالد (أو الوالدة) أو الدفء الذي يكنه للطفل -أو العداء- على تصرف هذا الأخير الطائش.
العمل العائلي
يدل مفهوم “العمل العائلي” على اللقاءات العلاجية التي تتم مع أفراد العائلة. إن المهمة الأولى للمعالج هي أن يتلقى المعلومات، ويناقش أهداف العلاج. تبدأ هذه الجلسة بمناقشة الوضعية التي تواجهها العائلة. ثم إشراك باقي الأفراد الذين بوسعهم أن يقدموا العون للطفل ولأولياء أمره. ومن الممكن الاستعانة بأصدقاء العائلة الحميمين الذين يعتقد الطفل أو الوالدان بأنهم قد يساعدون في هذا العمل بالإضافة إلى هؤلاء المهنيين الذين يقلقون من الوضع الصحي للطفل.
العلاج العائلي
تطلق عبارة “العلاج العائلي” على الاسم الذي تسمى به الشكلية العلاجية أو أسلوب التدخل الذي تكون فيه العائلة أو الشبكات الاجتماعية الهامة والعلاقات فيها كأنها محيط للتغير. ويرتكز هذا على الفكرة بأن تغيير العلاقات العائلية والأفكار أو العاطفة تجاهها قد يقلص من الأعراض غير الملائمة والمرضية للطفل أو من سلوكه السيئ.
يركز العلاج على الفورية في العمل، أي: “هنا والآن”. ويقوم بهذا العلاج عادة فريق لتسهيل التركيز على العلاقات العائلية ومفاهيم أفرادها ومعتقداتهم كما تظهر من خلال الجلسات. وكثيرا ما يستعمل شريط فيديو أو نافذة وحيدة جانب الرؤية من الممكن رؤية المشاركين من الأطفال من خلالها كي تسهل عمل المعالج، أو تدريب المعالجين الجدد، أو كي تستطيع العائلة إلقاء النظر على ما يجري.
مدارس العلاج العائلي وطراز التغير
لقد تطور العلاج العائلي في المملكة المتحدة خلال الأربعين سنة الماضية. ابتدأ هذا العلاج في مدارس خفية خاصة به، ولكل منها نمط خاص للتغيير. ولكن عدد تلك التقنيات قد ازداد. تعددت الأساليب المتبعة في العلاج العائلي، واندمجت فيه. وقد أثرت الأنظمة الأخرى بشكل رئيس، والأكثر تأثيرا مؤخرا هي أساليب ما بعد الأساليب الحديثة للعلاج النفسي وعلم النفس ونظرية التعلق وأمراض النفس التطورية.
تتبع مدارس العلاج العائلي التي تعرضنا لها آنفا التالي:
التثقيف في مبادئ علم النفس
العلاج العائلي السلوكي
العلاج العائلي الهيكلي
العلاج العائلي الاستراتيجي
علاج ميلان أو العلاج المنظم
العلاج القصير الأمد أو المبني على مشكلة معينة
العلاج العائلي القائم على اعتبارات الأجيال
العلاج القصصي
العلاج العائلي السلوكي
العلاج العائلي الهيكلي
العلاج العائلي الاستراتيجي
علاج ميلان أو العلاج المنظم
العلاج القصير الأمد أو المبني على مشكلة معينة
العلاج العائلي القائم على اعتبارات الأجيال
العلاج القصصي